
دراسة: قاع البحر المتوسط بات مكبا ضخما للنفايات البلاستيكية
كشفت دراسة حديثة أن قاع البحر في جنوب شرق المتوسط تحول إلى مكب ضخم للنفايات البلاستيكية، خصوصا الأكياس ومواد التعبئة والتغليف، مما يشكل تهديدا عميقا للبيئة البحرية المتوسطية التي تعاني من زيادة معدلات حرارة المياه.
وبحسب الدراسة، بات الحوض الشرقي للبحر المتوسط، المعروف باسم "حوض ليفانت" والممتد قبالة سواحل قطاع غزة والأراضي المحتلة ومصر وتركيا، من أكثر المناطق تلوثا في أعماق البحار عالميا، حيث أثبتت المسوحات وعمليات السحب بالشباك أن أغلب المخلفات عبارة عن أكياس ومواد تغليف بلاستيكية.
وأشارت الدراسة إلى أن قطع البلاستيك الخفيفة قد وصلت إلى عمق يتجاوز الكيلومتر، واستخدم الباحثون تحليلا متعدد المؤشرات لفحص الحجم والشكل واللون والمادة، والمواد العالقة على السطح مثل القطران أو الكائنات البحرية الدقيقة.
وحسب الدراسة، تعد كثافة البلاستيك في قاع البحار في جنوب شرق البحر الأبيض المتوسط من بين أعلى المعدلات على مستوى العالم، إذ تهيمن الأكياس البلاستيكية ومواد التعبئة والتغليف على قاع البحر العميق بنسبة 92%.
وأظهرت النتائج أن معظم القطع من البولي إيثيلين، وهي المادة المستخدمة في الأكياس البلاستيكية والتي يفترض أن تطفو، غاصت إلى الأعماق مع إضافة كربونات الكالسيوم أثناء التصنيع التي جعلتها أثقل.
كما أن الحوض الذي يصل عمقه إلى نحو كيلومتر يعمل كفخ طبيعي، حيث تحافظ الضغوط والرواسب الدقيقة على بقاء البلاستيك في مكانه.
وبينت الدراسة أيضا أن مصدر التلوث ليس الشواطئ المحلية فقط، بل أيضا الأنشطة البرية في مصر والأراضي المحتلة وتركيا، إضافة إلى الشحن البحري، بينما لم يكن الصيد مساهما رئيسيا.
ويحذر الخبراء من أن البلاستيك في الأعماق يمكن أن يظل هناك قرونا، مهددا النظم البيئية الهشة ويعرّض سلاسل الغذاء البحرية للتلوث بالسموم والجسيمات الدقيقة.