٥ محاولات درامية يائسة لفهم جيل مواليد الألفية الجديدة

٥ محاولات درامية يائسة لفهم جيل مواليد الألفية الجديدة

1m 23d

جيل فريد من نوعه، ينفرد بسمات وصراعات، وأعباء ومهارات، ومسؤوليات لم يحدث أن حملها جيل سابق في تاريخ البشرية، إذ جاءت نشأته مواكبة لتحولات كبرى في مختلف مجالات الحياة بشكل عام، وفي مجال التكنولوجيا بشكل خاص.

أُطلق عليه جيل "زد" (Z) أو الجيل الذي وُلِد بين عامي 1995 و2012، وقد واكبت طفولة وصبا ذلك الجيل ثورة رقمية وشبكة عنكبوتية، فتحول التليفون إلى محمول، وأصبحت الشبكة العنكبوتية هي الصديق والطبيب بل والمستشار الموثوق.

حاولت السينما في عدد من الأعمال الإبحار في وجدان وعقل هذا الجيل، وشاركته خوض صراعات مع الهوية والصحة النفسية والعلاقات ودور التكنولوجيا المنتشر في حياته، وجسدت الأفلام جيلا يتصارع مع القلق والتغير المناخي والشمولية والرغبة في الأصالة، وغالبا ما تعرض مرونته وإبداعه.

وبدءا من الأعمال الدرامية التي تتناول بلوغ سن الرشد إلى الأفلام الوثائقية المثيرة للتفكير، تسلط هذه الأفلام الضوء على تعقيدات النمو في عصر تتشكل فيه وسائل التواصل الاجتماعي والأزمات العالمية، سواء من خلال قصص شخصية عميقة أو انتقادات مجتمعية أكبر، تلقي هذه الأفلام نظرة على التحديات والتطلعات الفريدة التي يواجهونها.

1- "الصف الثامن" 2018 (Eighth Grade)

في أول أفلامه الروائية الطويلة، جسّد المخرج الشاب بو بورنهام مشاعر القلق وكراهية الذات والتجديد التي تمر بها فتاة مراهقة على أعتاب المدرسة الثانوية، ويبلغ بورنهام 27 عاما فقط، وقد حقق شهرة كبيرة من خلال فيديو على " اليوتيوب" يشكو فيه من مشاعر عدم الإحساس بالأمان التي كانت تنتابه حين كان في سن المراهقة، وحقق شهرة كبيرة بسببه.

ويعيد بورنهام سرد تلك المشاعر، ولكن عبر فتاة تدعى كايلا تقضي الأيام الأخيرة من عامها الدراسي الثامن، مع تغيير بطل الحكاية من ذكر إلى أنثى. تلجأ كايلا البالغة من العمر 13 عاما إلى يوتيوب للتعبير عن نفسها، حيث تقوم بعمل مدونات نصائح تتظاهر فيها بأنها متماسكة.

لم تكن كايلا في الواقع إلا شخصية متجهمة وصامتة، خاصة في المواقف التي تجمعها مع والدها وأقرانها في المدرسة، وكان سلوكها أكثر لطفا مع كل هؤلاء من خلال إنستغرام وتويتر، وتتحول مقاطع الفيديو الخاصة بها على يوتيوب إلى أداة رصد لآمالها وأحلامها، وهي أشبه بمذكرات ملهمة على الإنترنت.

ويُعد الصدق الفني، الذي كان ميثاق الفيلم في كل مراحله، هو السبب المباشر لإقبال كل الأجيال عليه، وليس "جيل زد" وحده، فقد اختار نموذجا لفتاة تعيش في الواقع الاجتماعي، وقام بتحليل تفاصيل أدائها في الحياة اليومية وصولا إلى همومها وأحلامها وأحزانها، وموقفها من العالم ومن نفسها في ظل آليات لم تتوفر لباقي الأجيال، ورصد القلق، وتحولات الصورة الذاتية، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، والشوق إلى التواصل الحقيقي في شخصيتها.

أنتج "الصف الثامن" عام 2017 وهو من تأليف وإخراج بو برونهام وبطولة إلسي فيشر، وجون هاميلتون، وايميلي روبنسون، وبلغ التقييم النقدي للفيلم 99% من خلال 322 مراجعة، أما الجمهور، فقد منحه 5000 مشاهد نسبة جودة 82% على موقع "روتين توميتوز".

2- "المعضلة الاجتماعية" 2020 (The Social Dilemma)

ويقدم المخرج الأميركي جيف أورلوفسكي فيلما وثائقيا دراميا، يستكشف التأثير الخطير لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية واتخاذ القرار والمجتمع، ويسلط الضوء على كيفية تلاعب الخوارزميات بالمستخدمين، خاصة الشباب، وحصل أورلوفسكي على جائزة إيمي عن وثائقي "مطاردة الشعاب المرجانية"، ويعكس "المعضلة الاجتماعية" حالة الجيل Z، ويتناول العبء النفسي لوسائل التواصل الاجتماعي ونضالهم من أجل الأصالة في عالم الإنترنت المصطنع.

تدور أحداث فيلم "المعضلة الاجتماعية" في العالم المظلم لوادي السيليكون، وتكشف شهادات الخبراء من المبلغين عن المخالفات التقنية أن الخدمات التي تقدمها شركات التكنولوجيا الكبرى المتخصصة في محركات البحث، والشبكات، والمعلومات الفورية، هي فخاخ لصيد الجماهير التي تتحول إلى السلعة الحقيقية التي تبيعها الشركات.

شارك في كتابة "المعضلة الاجتماعية" كل من فيكي كورتيس وديفيس كومب وجيف أورلوفسكي-يانغ، والبطولة لكل من تريستان هاريس وجيف ريتشاردسون.

3- "بوكسمارت" 2019 (Booksmart)

وتطرح المخرجة والممثلة والناشطة أوليفيا وايلد في فيلم "بوكسمارت" قضايا "جيل زد" من خلال قصة الصديقتين "إيمي" و"مولي" اللتين تدركان في ليلة تخرجهما من المدرسة الثانوية أن الجانب الممتع من سنوات المراهقة قد فاتهما، وتحاولان تعويض ذلك. ويتناول الفيلم فكرة التوازن بين الطموح والمتعة لدى الجيل زد.

قدمت أوليفيا وايلد في هذا العمل واحدا من أفضل أفلام عام 2019، كما أضافت إلى أدبيات دراسة مرحلة المراهقة لدى الآباء والمهتمين بالتربية وعلم النفس على حد سواء، وقد ساهم الأداء المدهش لبطلات العمل في ذلك النجاح الكبير. وشارك في كتابة "بوكسمارت" كل من إيميلي هالبيرن وسارة هاسكينز وسوزانا فوغل، والبطولة لكل من كاثلين ديفر وبيني فلدشتين وجيسيكا ويليامز.

حصل الفيلم النسائي بامتياز على نسبة 96% في تقييم النقاد، لكن الجمهور اكتفى بمنحه نسبة 77% على موقع "روتين توميتوز" السينمائي.