اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فجر الخميس، أنه بعد مرور عام من ولايته الثانية، أصبحت أميركا أكثر البلدان جاذبية في العالم، لافتا إلى أنه تمكن من إيقاف 8 حروب وأنه أعاد السلام للشرق الأوسط.
وأضاف ترامب في خطاب للشعب الأميركي حول إنجازاته لعام مضى وبرنامجه للسنة القادمة - في وقت يواجه فيه تراجعا في شعبيته- ، أنه استطاع خفض أسعار السلع المهمة للمواطن الأميركي.
وقدم الرئيس الأميركي عرضا مقتضبا مسبقا لجدول أعماله للعام المقبل وما بعده، في خطاب مباشر دام حوالي 20 دقيقة ألقاه من البيت الأبيض فجر الخميس. وجاءت تصريحاته في وقت حرج، حيث يسعى جاهدا لاستعادة شعبيته التي تشهد تآكلا مستمرا وفق استطلاعات الرأي.
وأوضح الرئيس الجمهوري أن إدارته "اتخذت إجراءات مكنت من السيطرة على كارثة التضخم التي تسبب بها سلفه جو بايدن".
وفي معرض حديثه أعلن ترامب عن صرف مبلغ 1776 دولارا لكل جندي أميركي، واعدا في الوقت ذاته بأكبر استقطاعات من الضرائب خلال العام القادم من رئاسته، وكذا بانتعاشة اقتصادية كبيرة العام القادم.
وأفاد ترامب أنه سيعلن قريبا عن الرئيس القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي سيتبنى خفض أسعار الفائدة بشكل كبير، على حد تعبيره، كما لفت ترامب إلى أنه سيعلن عن إصلاحات الإسكان في العام الجديد.
وفي ملف الهجرة غير الشرعية ذكر ترامب أنه "في الشهر الماضي لم يدخل أي مهاجر غير شرعي إلى أميركا في إنجاز غير مسبوق".
وحاول الرئيس الأمريكي، في خطاب مباشر، إقناع الشعب الأميركي بأن قلقه بشأن الاقتصاد ليس في محله، مؤكدا أن أي تحديات قائمة يجرى إصلاحها.
واعتبر ترامب أن إدارته حققت خلال الأحد عشر شهرا الماضية نجاحات كبيرة، مضيفا: "لديكم الآن رئيس يجعل هذا البلد يعمل".
وقال: "قبل 11 شهرا، ورثت تركة مثقلة بالأزمات، وأنا الآن بصدد إصلاحها".
وتظهر استطلاعات الرأي العام أن معظم البالغين في الولايات المتحدة يشعرون بالإحباط تجاه تعامله مع الاقتصاد، لا سيما مع تسارع وتيرة التضخم بعد أن أدت الرسوم الجمركية التي فرضها إلى رفع الأسعار وتباطؤ عمليات التوظيف.
وعندما سأله الصحفيون يوم الثلاثاء عن تصريحاته المرتقبة، أشار ترامب إلى أنه يخطط لتكرار قناعته بأنه ورث تضخما مرتفعا من سلفه جو بايدن.
وقال ترامب: "أعتقد أن الرسالة هذا المساء هي: لقد ورثنا فوضى عارمة، وقمنا بعمل رائع، وما زلنا مستمرين في ذلك. وسيكون بلدنا أقوى من ذي قبل".
وتتشابه هذه الرسالة مع تلك التي قدمها الرئيس السابق جو بايدن بعد فوزه على ترامب في انتخابات عام 2020، حيث شدد الرئيس الديمقراطي حينها على أنه ورث عن ترامب التحديات الاقتصادية والصحية العامة الناجمة عن جائحة فيروس كورونا.
وتباهى ترامب بأن ما يجلبه هو "عصر ذهبي" جديد.
وقيَّم مؤخراً الاقتصاد الأميركي بدرجة "إيه ++++"، مندداً بمطلب الديمقراطيين بتأمين "القدرة على تحمل تكاليف العيش".
لكن الناخبين الأميركيين يعبرون عن غضب متزايد حيال ارتفاع الأسعار سواء للمواد الاستهلاكية والغذائية أو للوقود، فيما يشير الخبراء إلى الرسوم الجمركية المشددة التي فرضها ترامب على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة كأحد العوامل خلف التضخم.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته "جامعة شيكاغو" لحساب وكالة "أسوشييتد برس" ونشرت نتائجه الأسبوع الماضي، أن 31% فقط من الأميركيين راضون عن سياسة ترامب الاقتصادية.
من جانب آخر، يواجه الرئيس انتقادات داخل حركته "ماغا"، التي تحمل اسم شعاره "لنجعل أميركا عظيمة من جديد"، تأخذ عليه تركيز جهوده على إحلال السلام في أوكرانيا وقطاع غزة وعلى التوتر مع فنزويلا، بدل الاهتمام بالشؤون الداخلية الأميركية.
وتفيد مؤشرات بأن فريقه بدأ يدرك أن هذه المسألة قد تضر بحظوظ الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في 2026.