اتهامات الانتقالي الجنوبي بشق عصا الطاعة.. ما أبرز المواقف بشأن تطورات اليمن؟

اتهامات الانتقالي الجنوبي بشق عصا الطاعة.. ما أبرز المواقف بشأن تطورات اليمن؟

2h

أثارت التطورات التي شهدها اليمن، منذ فجر اليوم الثلاثاء، ردودا متباينة عن القرارات التي اتخذها مجلس القيادة الرئاسي اليمني والقصف الذي شنه تحالف دعم الشرعية في اليمن على أسلحة وعربات قتالية بعد وصولها على متن سفينتين إلى ميناء المكلا في محافظة حضرموت.

فبعيد إعلان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني  رشاد العليمي  إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة الإمارات، وفرْض حظر جوي وبري على جميع الموانئ والمنافذ مدة 72 ساعة، ومطالبة كل القوات الإماراتية بالخروج من جميع الأراضي اليمنية خلال 24 ساعة، برزت مواقف مرحبة وأخرى معارضة، هذه أبرزها:

قبائل حضرموت: ندعم أي إجراء لوقف الانتهاكات

أعلن حلف قبائل حضرموت، اليوم الثلاثاء، تأييده الكامل قرارات وتوجيهات رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وما تضمنته من تأكيد على حماية المدنيين، وصون وحدة القرار العسكري والأمني، ورفض أي تحركات مسلحة خارج إطار الدولة.

وثمن حلف قبائل حضرموت الموقف الذي وصفه بالمسؤول والصريح للسعودية، الداعم لشرعية الدولة اليمنية، والرافض لأي خطوات تصعيدية تهدد أمن اليمن والمنطقة.

وقال الحلف إنه "يدين الاعتداءات التي ترتكبها مليشيات من خارج حضرموت تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، بحق المدنيين من أبناء حضرموت، وبالأخص في مديريتي غيل بن يمين والشحر والمناطق الشرقية، وما رافقها من فرض حصار ظالم، واعتداء إجرامي طال البدو والسكان الآمنين".

الحكومة اليمنية: نؤيد قرارات العليمي

قالت الحكومة اليمنية إنها "تؤيد قرارات رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بإخراج الإمارات من اليمن، وتثمن المواقف التاريخية للمملكة العربية السعودية لاحتواء التصعيد في حضرموت والمهرة وحماية مصالح الشعب اليمني".

وأكدت الحكومة اليمنية أنها تدين تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي، وتدعوه إلى الانسحاب فورا وتسليم المواقع للسلطات المحلية في حضرموت والمهرة.

مستشار رئاسي: الانتقالي الجنوبي شق عصا الطاعة

من جانبه، قال مستشار الرئاسة اليمنية ثابت الأحمدي للجزيرة إن المجلس الانتقالي الجنوبي شق عصا الشرعية ويخدم أجندات إقليمية، مؤكدا أنه ليس الجهة الوحيدة التي تمثل القضية الجنوبية.

وعبّر الأحمدي عن أمله في أن يؤوب المجلس الانتقالي إلى رشده، ودعاه إلى خفض التصعيد.

وقال مستشار الرئاسة اليمنية "لا نريد قطيعة مع المجلس الانتقالي الجنوبي ونريد دمج مقاتليه بوزارة الدفاع"، أضاف "المجلس الانتقالي يقدم خدمة مجانية لجماعة أنصار الله (الحوثيين).

مجلس الدفاع الوطني: تحركات المجلس الانتقالي تمرد صريح

في غضون ذلك، وصف مجلس الدفاع الوطني اليمني، التحركات العسكرية للمجلس الانتقالي، بأنها تمرد صريح على مؤسسات الدولة الشرعية، وتقويض لوحدة القرار العسكري والأمني، وتهديد مباشر للسلم الأهلي.

وبارك المجلس قرارات رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بإنهاء الوجود الإماراتي في اليمن، مؤكدا رفضه المطلق لمحاولات فرض أمر واقع بالقوة، أو استخدام السلاح لتحقيق مكاسب سياسية.

ودعا مجلس الدفاع الوطني الإمارات للالتزام الكامل بنص وروح قرارات قيادة الدولة اليمنية، واحترام سيادتها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ووقف أي دعم عسكري، أو لوجيستي لأي تشكيلات خارج إطار الدولة.

منظمة حقوقية: ندين الانتهاكات

بدورها، أدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، إقدام الإمارات على إدخال سفينتين محمّلتين بكميات من الأسلحة والعتاد العسكري الثقيل إلى ميناء المكلا شرقي اليمن.

واعتبر بيان الشبكة أن هذه الخطوة تمثل تصعيدا خطرا يسهم في إذكاء النزاع المسلح، ويغذي دوامة العنف، ويعرض حياة المدنيين للخطر، ويهدد السلم المجتمعي في المحافظات الشرقية التي ظلت بعيدة نسبيا عن دائرة المواجهات العسكرية.

وأشارت الشبكة إلى أن فرقها الميدانية في محافظتي حضرموت والمهرة وثّقت انتهاكات جسيمة وواسعة النطاق ارتكبتها قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي بحق المدنيين، مما يجعل من أي دولة تقوم بتزويد هذه التشكيلات بالسلاح أو الدعم العسكري طرفا محتملا في المسؤولية الدولية.

أعضاء بمجلس القيادة الرئاسي يرفضون إخراج الإمارات

مقابل المواقف المؤيدة آنفة الذكر، أصدر عدد من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني بيانا مشتركا وصفوا فيه القرارات التي اتخذها العليمي اليوم بأنها "إجراءات وقرارات انفرادية" معربين عن قلقهم إزاءها.

وجاء في البيان الصادر عن كل من الفريق طارق صالح، واللواء عيدروس الزُبيدي، واللواء أبو زرعة المحرمي، واللواء فرج البحسني، إن ما صدر عن رئيس مجلس القيادة يُعد مخالفة صريحة لإعلان نقل السلطة، الذي نص بوضوح على أن مجلس القيادة الرئاسي هيئة جماعية، تُتخذ قراراتها بالتوافق، أو بالأغلبية عند تعذر التوافق، ولا يجيز بأي حال التفرد باتخاذ قرارات سيادية أو عسكرية أو سياسية مصيرية.

وتابع البيان إن "الإمارات كانت ولا تزال شريكا رئيسيا في مواجهة المشروع الحوثي، وقدمت تضحيات جسيمة، ودفعت أثمانا باهظة من دماء أبنائها، ومحاولة شيطنة هذا الدور أو التنصل منه لا تخدم سوى أعداء اليمن، وتُعد إساءة للتاريخ القريب، وتفريطا بشراكة ثبتت بالدم لا بالشعارات".

من جانبه، قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في وادي وصحراء حضرموت محمد عبد الملك الزبيدي إن "ما حصل صباح اليوم من قصف لميناء المكلا اعتداء سافر على حضرموت وأهلها"، مؤكدا أن "الإمارات دولة حليفة وصديقة لنا ولا يعقل أن نجازيهم بالخروج من حضرموت".

وأضاف في مقابلة صحفية  أن "القيادة الشرعية أصبحت عدوا واضحا لأنها تحرض السعودية علينا" وفق تعبيره، مشددا على أن الانتقالي الجنوبي مستعد لأي حوار على أساس قاعدة الشراكة الكاملة مع مناطق الجنوب.