وول ستريت تنتظر أسبوعاً مزدحماً بنتائج الشركات وسط تداعيات الرسوم الجمركية

وول ستريت تنتظر أسبوعاً مزدحماً بنتائج الشركات وسط تداعيات الرسوم الجمركية

6h

تواجه سوق الأسهم الأميركية اختباراً حاسماً خلال الأسبوع المقبل، في ظل موجة من نتائج أرباح الشركات، وسط توتر المستثمرين بسبب التحول الكبير في السياسات التجارية الأميركية، والذي قلب التوقعات الاقتصادية العالمية وأربك حسابات الشركات.

لا تزال حالة القلق تسيطر على الأسواق، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2 أبريل عن فرض رسوم جمركية شاملة، ما تسبب في واحدة من أكثر فترات التداول تقلباً منذ جائحة كوفيد-19 قبل خمس سنوات.

وعلى الرغم من تعافي مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» جزئياً في الأسبوع الماضي، إلا أنه عاد للتراجع هذا الأسبوع، منخفضاً بنسبة 14% عن ذروته القياسية المسجلة في فبراير، وعلى الرغم من أن مستويات التقلب هدأت نسبياً بعد بلوغها أعلى مستوياتها في خمس سنوات، فإنها لا تزال مرتفعة مقارنة بالمعايير التاريخية.

ترقب نتائج الشركات العملاقة

وتتجه الأنظار إلى نتائج شركتَي «تسلا» و«ألفابت» (الشركة الأم لغوغل)، وهما من أبرز شركات «السبع العظماء» التي تراجعت أسهمها بعد عامين من الأداء القوي، ويبحث المستثمرون عن مؤشرات توضح مدى تأثر هذه الشركات بتداعيات الرسوم الجمركية المتقلبة.

وقال جي جي كيناهان، الرئيس التنفيذي لشركة IG North America ورئيس منصة Tastytrade: «لم تكن رؤية الرؤساء التنفيذيين للمستقبل أكثر أهمية مما هي عليه الآن».

الصين في صلب المعركة التجارية

وتواجه الشركات والمستثمرون واقعاً تجارياً غير مستقر، في وقت لا تزال فيه الإدارة الأميركية تتفاوض مع دول أخرى، وعلى الرغم من تعليق بعض الرسوم الكبيرة على الواردات، فإن الولايات المتحدة لا تزال منخرطة في معركة تجارية مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

مخاوف الركود تتصاعد

ووفقاً لاستطلاع أجرته رويترز، ارتفعت توقعات دخول الاقتصاد الأميركي في ركود خلال العام المقبل إلى 45%، مقارنة بـ25% في الشهر السابق.

وفي تقرير أرباح أثار اهتمام الأسواق هذا الأسبوع، عرضت «يونايتد إيرلاينز» سيناريوهين لعام 2025، أحدهما يشير إلى تراجع حاد في الإيرادات والأرباح حال حدوث ركود اقتصادي.

ووصف جوليان إيمانويل، رئيس استراتيجية الأسهم والمشتقات في شركة Evercore ISI، هذا التوجه بأنه «خريطة طريق» تساعد على اتخاذ قرارات أفضل وسط بيئة غير موثوقة من حيث التوجيهات المستقبلية.

تسلا وألفابت تحت الضوء

أما شركة تسلا، فستعلن نتائجها في 22 أبريل، وسط اهتمام خاص بعلاقة مؤسسها إيلون ماسك القوية بترامب، في حين ستكشف «ألفابت» عن تفاصيل تتعلق بإنفاقها الإعلاني واستثماراتها في الذكاء الاصطناعي، وهو ما يترقبه المستثمرون عن كثب، خاصة بعد حكم قضائي صدر الخميس يقضي بأن «غوغل» تهيمن بشكل غير قانوني على سوقين للإعلانات الرقمية.

وتراجعت جميع أسهم «السبعة العظماء» في عام 2025، إذ انخفض سهم «ألفابت» بنحو 20%، بينما فقدت «تسلا» 40% من قيمتها.

وقال كيناهان: «لقد قادت هذه الشركات الارتفاعات في السوق سابقاً، وإذا لم تعد قادرة على الأداء، فسيشكك المستثمرون بجدوى السوق ككل، خاصةً بعد الاضطرابات الأخيرة».

نتائج بوينغ وكبرى الشركات الأخرى

كما ستتركز الأنظار على نتائج شركة «بوينغ»، بعد أنباء عن طلب الصين من شركاتها التوقف عن استلام الطائرات من الشركة، ومن المنتظر أن تعلن شركات كبرى مثل IBM وMerck وIntel وProcter & Gamble عن نتائجها الأسبوع المقبل.

 

 

وتراجعت توقعات نمو أرباح الشركات الأميركية بشكل ملحوظ، إذ يُتوقع حالياً أن ترتفع أرباح مؤشر S&P 500 بنسبة 9.2% خلال عام 2025، مقارنة بـ14% كانت متوقعة في بداية العام، وفقاً لبيانات LSEG IBES، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التباطؤ مع صدور نتائج الشركات التي قد تعكس بشكل أكبر آثار الرسوم الجمركية.

 

تصريحات ترامب

 

كما يتجه اهتمام الأسواق نحو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بعدما صرح ترامب يوم الخميس بأن إقالة رئيس المجلس جيروم باول «لا يمكن أن تحدث قريباً بما فيه الكفاية»، مطالباً بخفض أسعار الفائدة، وكان باول قد قال قبلها بيوم إن المجلس بحاجة إلى بيانات إضافية قبل اتخاذ أي قرار بشأن الفائدة.

 

تقلبات الأسواق لم تهدأ بعد

 

ويراهن المستثمرون على أن موسم الأرباح الحالي قد يساعد في تهدئة الأسواق، فقد بلغ مؤشر التقلبات (VIX) نحو 60 بعد إعلان ترامب عن الرسوم، قبل أن يتراجع إلى مستوى 30.

 

 

ورغم هذا التراجع، فإن المؤشر لا يزال أعلى بكثير من متوسطه التاريخي البالغ 17.6، وفقاً لبيانات LSEG Datastream.

 

 

وقالت أياكو يوشيوكا، كبيرة المحللين في شركة Wealth Enhancement: «يجب أن ينخفض المؤشر إلى منتصف العشرة حتى نقول إن التقلبات بدأت بالانحسار، أما إذا ظل عند 30، فهذا يعني أننا لا نزال بعيدين عن الاستقرار».