هل تجاوز نتنياهو " عقيدة بيغن" في هجومه على إيران؟

هل تجاوز نتنياهو " عقيدة بيغن" في هجومه على إيران؟

8h

 

يعتقد عدد كبير من الخبراء في السياسة والأمن أن الهجوم الإسرائيلي الواسع وغير المسبوق على إيران والمتواصل منذ فجر 13 يونيو، هدفه الحقيقي هو إسقاط النظام القائم واستبداله بآخر.

في هذا السياق، رأى الخبير في الشؤون الدولية سام كيلي في صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن حملة إسرائيل لشل البرنامج النووي الإيراني والقضاء على قيادات جيشها تأتي في إطار خطة شاملة للتخلص من التهديد الذي تشكله إيران، "وقد لا يكون تأثير الدرجة الثانية" المتمثلة في تغيير النظام بأقل أهمية.

كيلي أشار إلى أن إسرائيل خططت لهذا الأمر منذ سنوات وأعدت ساحة المعركة باغتيال العلماء النوويين وتدمير حلفاء إيران الإقليميين وقصف المنشآت الصاروخية العام الماضي.

علاوة على ذلك، حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا "تحريض" الشعب الإيراني على الثورة ضد النظام الإسلامي القائم منذ عام 1979.

الكاتب استشهد بتعليق صدر عن بوركو أوزجيليك، كبير الباحثين في أمن الشرق الأوسط بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة يقول: "لقد تم فتح صندوق باندورا على مصراعيه مع الحملة الجوية الإسرائيلية الكاسحة بين عشية وضحاها ضد أهداف إيرانية، وهو تصعيد يهدد بإعادة تشكيل المشهد الاستراتيجي للشرق الأوسط. من خلال استهداف قيادات الحرس الثوري الإسلامي العليا والبنية التحتية النووية في عمق الأراضي الإيرانية، وأشارت إسرائيل إلى استعدادها لمواجهة طهران على نطاق وعمق لم يسبق لهما مثيل".

هذا الخبير يلفت أيضا إلى وجود "إجماع" بين قادة الغرب على تغيير النظام في إيران بغض النظر عن دعواتهم إلى "ضبط النفس".

الخبير الهندي براكاش ناندا بدوره يرى أن "الضربات الاستباقية الأخيرة على إيران من قبل إسرائيل تشير إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتجاوز (مبدأ البدء) في البلاد. إنه يريد تغييرا في النظام الإسلامي الإيراني البالغ من العمر 46 عاما، في أعقاب ما يسمى بالثورة في عام 1979.. لقد كان مبدأ (بيغن) هو سياسة إسرائيل المعتادة المتمثلة في ضرب المنشآت النووية وأسلحة الدمار الشامل بشكل استباقي في أي بلد تعتبره تل أبيب تهديدا لبقائها".

يُذكر ناندا في مقال نشر في موقع "eurasiantimes" بأن هذه العقيدة طبقت لأول مرة في عام 1981 بتدمير مفاعل "أوزيراك" النووي العراقي بالقرب من بغداد، ثم طُبق مرة أخرة عام 2007 بتدمير مفاعل "الكبر" السوري، استنادا إلى ذلك، يعتقد الخبير أن إسرائيل استعملت على ما يبدو "عقيدة بيغن" للمرة الثالثة في 13 يونيو بالضربات التي استهدفت البنى التحتية النووية والعسكرية الإيرانية فيما يعرف بـ"عملية الأسد الصاعد".

هذا الخبير يلفت هو الآخر إلى "مناشدة" نتنياهو الشعب الإيراني في مقطع مصور وتحريضه على "الوقوف" ضد نظام بلاده الذي يصفه بأنه "شرير وقمعي"، مشيرا في نفس القت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان وجه خلال العام الماضي في أربع مناسبات مختلفة مناشدات مماثلة.

السيناتور الروسي أندريه كليشاس أكد أن الغرض الرئيس من الضربات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية هو محاولة الإطاحة بالنظام في طهران.

كليشاس كتب في حسابه على موقع "تيليغرام" يقول إن "تغيير النظام السياسي في طهران وإخضاع إيران لمصالح الغرب هو الهدف الحقيقي للضربات الإسرائيلية وليس المنشآت النووية للجمهورية الإسلامية".

 

عدد آخر من الباحثين الدوليين توقفوا عند "مناشدات نتنياهو العلنية"، التي حرض فيها الإيرانيين على الانتفاضة ضد النظام القائم، زاعما أن العمليات العسكرية الإسرائيلية "تمهد الطريق لحريتهم"، وأن النظام الآن "أضعف من أي وقت مضى".

على الرغم من أن باحثين يشيرون إلى أن إيران تعاني من أوضاع صعبة بما في ذلك تضخم كبير وانهيار في العملة، إلا أنهم يلفتون أيضا إلى أن جماعات المعارضة في الخارج مثل مجاهدي خلق والملكيين غير متماسكة والأهم أنها لا تحظى بأي دعم شعبي في الداخل.

هؤلاء الخبراء يؤكدون عدم وجود بديل للنظام الحالي في إيران، كما يشيرون إلى أن الهجمات الإسرائيلية الواسعة وغير المسبوقة التي بدأت فجر 13 يونيو 2025 قد تأتي بنتائج عكسية وتعزز شرعية النظام وتوحد الإيرانيين أكثر في مواجهة الأعداء.

 هذا الطرح تعزز لاسيما بعد فشل الضربات الإسرائيلية العنيفة في تدمير القدرات الدفاعية والهجومية الإيرانية، ونجاح إيران من توجيه ضربات رد موجعة ومدمرة طالت مواقع حساسة مختلفة في أرجاء إسرائيل.