
هكذا خدع مسؤولو شركة ضحاياهم في مصر
في مشهد تكرر كثيرا، وخاصة خلال عمليات الاحتيال الالكترونية التي تعرض لها الضحايا من المصريين، نظم في مصر حفلا كبيرا لضحاياهم بإحدى القاعات الكبرى بمنطقة سقارة جنوب القاهرة، قبل إغلاق المنصة تماما واستيلائها على أموال المواطنين.
وتبين وفق معلومات، أن مسؤولي المنصة قرروا إقامة هذا الحفل منذ أيام فقط، وذلك بعد تردد أنباء عن عدم سداد أموال العملاء، حيث نظمت الشركة الحفل للرد على تلك الأقاويل، ووزعت بعض الهدايا على الحاضرين لكسب ثقتهم مرة أخرى واعادتهم للعمل
وبحسب فيديوهات حصلت عليها "العربية.نت" والحدث.نت" من الحفل، فقد أعلنت مسؤولة في الشركة من على منصة مسرح الحفل "أن ما تردد بغلق المنصة غير صحيح، والشركة تقوم بمنح الأموال والأرباح وتشغل جميع العملاء بمقابل مادي كبير".
وأضافت أن ما حدث في المنصات الأخرى ليس له علاقة بمنصتهم التي تعمل على مشاهدة الإعلانات، موضحة أنه "لم يتم إغلاق المنصة نهائيا، بل على العكس مازال الجميع يستفيد منها".
وحسب المعلومات، فقد قامت الشركة بتوزيع الهدايا القيمة على عملائها في هذا الحفل، مع مطالبتهم بجلب عدد كبير من العملاء الآخرين ووعد بزيادة نسبة الأرباح خلال أيام.
وقال السيد خالد، أحد الضحايا،، إنه وآخرين تلقوا دعوات من المنصة لحضور الحفل واستمعوا لتأكيدات بعدم اغلاقها أو التوقف عن توزيع الأرباح وبالفعل عاودوا العمل مرة أخرى، مضيفا أنهم فوجئوا بعدها بأيام بغلق المنصة ولم يتمكنوا من الحصول على أموالهم.
وأضاف أن مندوبي الشركة توقفوا عن الرد على العملاء، وتم إغلاق عدد كبير من الحسابات التي كانت تنتظر تحويل أموالهم بعد أيام من العمل.
وأكد عادل أحمد، أحد الضحايا، والذي حضر الحفل في تصريح لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت"، أن المنصة كانت تعمل بشكل كبير ولديها آلاف العملاء، وبعد الحفل بأيام أغلقوا الحسابات وتوقفوا عن سداد الأرباح واختفوا نهائيا.
وكانت منصة تدعى "VSA" قد قامت بسحب ملايين الجنيهات من مصريين، عبر تطبيق لمشاهدة إعلانات بمقابل مادي.
وعقب ظهور التطبيق، بدأ العديد من المشتركين بالترويج له لكسب المال مقابل مشاهدة إعلانات.
وتنقسم المهام إلى مستويات مختلفة، تبدأ من المستوى "V1" (الأدنى) الذي يعتمد على مشاهدة خمسة إعلانات يوميًا بمكسب 40 جنيهًا، وتصل إلى المستوى "V6" بمكسب 8000 جنيه يوميًا. كما توجد مكافأة مالية لمن يجلب عملاء جدد، مثل المستوى "V3" الذي يحصل على 1368 جنيهًا.
وحرر عدد من المصريين بلاغات رسمية ضد المنصة متهمين إياها بالنصب والاحتيال والاستيلاء على مبالغ مالية ضخمة.
وأوضحت المحامية نهى الجندي، ، أن موكليها حرروا محاضر رسمية لدى مباحث الأموال العامة ومباحث تكنولوجيا المعلومات، أمس الأربعاء، ضد منصة "في اس ايه ".
وفقد الضحايا، بحسب الجندي، التواصل مع المنصة قبل عدة أيام، ولم يتسلموا أرباحهم، وفوجئوا باختفائها بشكل كامل، بعد أن تحصلت على أموال المئات من المواطنين من عدة محافظات مصرية، وجمعت أموالًا تقدر بثلاثة مليارات جنيه مصري بشكل مبدئي.
وذكرت الجندي أن التعاملات المالية مع المنصة كانت تتم عبر المحافظ الإلكترونية وليس عبر البنوك المصرية، مؤكدة أن السلطات تتتبع أرقام هذه المحافظ لضبط الجناة.
وأفادت الجندي بأن القائمين على المنصة استغلوا انقطاع الاتصالات وخدمات الإنترنت بعد حريق سنترال رمسيس، ليبدو انقطاع تواصل العملاء معهم متعلقًا بالحادث، قبل أن تختفي المنصة ويغلقها القائمون عليها ويهربون.
إلى ذلك، أوضحت المحامية أن المتهمين سيواجهون عدة تهم، من بينها إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وإنشاء منصات دون الحصول على التراخيص اللازمة، ودعوة الجمهور لاستثمار الأموال بالمخالفة للقوانين، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى السجن سبع سنوات.