كيف تعرف ما إذا كنت مراقبا من خلال كاميرا هاتفك؟
في عصرنا الرقمي الحالي، أصبحت الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، إذ نعتمد عليها في التواصل والتصوير وتخزين المعلومات الشخصية.
وأتاح هذا الانتشار الواسع للتكنولوجيا أيضا فرصًا للمراقبة والتجسس على المستخدمين بطرق غير قانونية، إذ تستطيع بعض التطبيقات الضارة الوصول إلى كاميرا الهاتف دون علم صاحبه.
وتعد حماية الخصوصية من أهم الأمور التي تشغل المستخدمين، ومن هنا تأتي أهمية معرفة الطرق والأساليب التي تساعد في الكشف عن أي نشاط مشبوه عبر كاميرا هاتفك لضمان عدم اختراق خصوصيتك أو استغلال معلوماتك.
وإذا شعرت يومًا بأن شخصًا ما يراقبك، فلا تتجاهل هذا الشعور لأن الهجمات الإلكترونية تحدث، وقد يكون الهاتف هدفًا من خلال اختراق الكاميرا.
وعندما كشف إدوارد سنودن عن برنامج المراقبة الجماعية غير القانوني لوكالة الأمن القومي في عام 2013، أصبح التجسس على الهواتف فجأة موضوعًا رئيسيا في جميع أنحاء العالم.
وقد تزايد القلق مع استثمار غالبية الحكومات منذ ذلك الحين في تكنولوجيا اختراق الهواتف من بُعد، كما أصبحت برامج التجسس متاحة على نطاق أوسع وأصعب اكتشافًا.
ونحاول من خلال المقال التالي مساعدتك في معرفة ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك، وكيفية التصرف في هذه الحالة، وما الذي يجب فعله؟
ما أهمية الخصوصية الرقمية؟
تمثل الخصوصية الرقمية حقًا أساسيا للمستخدم في عالم اليوم الرقمي، إذ إنها تتعلق بالقدرة على حماية البيانات والمعلومات الشخصية التي يجري مشاركتها عبر الإنترنت وأجهزة الاتصال المختلفة.
وتمنح الخصوصية الأفراد سيطرة كبرى على البيانات، وتساعد في الحفاظ على أمانهم النفسي والمادي.
وفي عصر أصبحت فيه التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، من الضروري أن يشعر الشخص بالأمان عند استخدام أجهزته، وأن يكون مطمئنًا أن المعلومات والصور والفيديوهات الشخصية لن تكون عرضة للاطلاع غير المصرح به.
ومن دون خصوصية، يكون المستخدمون معرضين لاستغلال بياناتهم بشكل غير قانوني، سواء كان ذلك للتجسس، أو لأغراض التسويق غير المرغوب فيه، أو حتى للابتزاز.
ولا تقتصر خصوصية المستخدم على حمايته من مخاطر الأذى الشخصي فقط، ولكن أيضًا على حمايته من الخسائر المالية والمخاطر القانونية التي قد تنشأ من سرقة هويته أو اختراق أجهزته.
ما مخاطر اختراق كاميرا الهاتف؟
يشكل اختراق كاميرا الهاتف أحد أخطر أنواع التهديدات التي تواجه الخصوصية الرقمية. وعند تمكن جهة ما من الوصول إلى كاميرا هاتفك، يصبح بإمكانها تصويرك وتسجيلك دون علمك، مما يعرضك لمواقف محرجة أو خطيرة، وخاصة إذا تم استغلال هذه الصور والفيديوهات بطرق ضارة.
وقد يؤدي مثل هذا الاختراق إلى عدة مشاكل منها:
1- التجسس على الحياة الشخصية: يستطيع المخترق الوصول إلى اللحظات اليومية وتصويرك داخل المنزل أو في أماكن أخرى، مما يؤدي إلى انتهاك خصوصيتك بالكامل.
2- الابتزاز: قد يستغل المتسللون الصور أو مقاطع الفيديو للحصول على المال عن طريق تهديد الضحية بنشرها. يعد الابتزاز الرقمي أحد أشهر الأساليب التي يستخدمها المخترقون لتحقيق مكاسب مالية.
3- التصيد الاحتيالي: في بعض الحالات، يمكن للمخترقين جمع معلومات حساسة، مثل كلمات المرور أو أرقام البطاقات المصرفية، من خلال تصوير الشاشة أو مراقبة النشاطات التي يجريها المستخدم عبر جهازه.
4- التسويق غير المرغوب به: توجد تطبيقات ضارة تستخدم الكاميرا لالتقاط صور للبيئة المحيطة بالمستخدم، مما يساعد في جمع بيانات عنه لاستخدامها في التسويق المستهدف، مما يشكل اختراقا خطيرا للخصوصية.
ما الاختراق؟
الاختراق هو عملية وصول غير مصرح به إلى جهاز إلكتروني أو شبكة أو نظام من قِبل شخص أو جهة غير مصرح لها بذلك بهدف الحصول على معلومات أو تغيير البيانات أو إلحاق الضرر بالجهاز أو الشبكة.
ويهدف المخترقون عادةً إلى استغلال نقاط الضعف الأمنية في الأنظمة للوصول إلى معلومات خاصة أو حساسة.
تعريف اختراق الكاميرا
يعد اختراق الكاميرا شكلًا من أشكال الاختراق الرقمي، إذ يستطيع شخص غير مصرح له الوصول إلى كاميرا جهاز شخص آخر وتشغيلها دون علم صاحب الجهاز.
ويتيح هذا الوصول للمخترق تصوير الشخص أو بيئته المحيطة، مما ينتهك خصوصيته بشكل خطير.
طرق حدوث اختراق الكاميرا
توجد عدة طرق قد يستخدمها المخترقون لاختراق كاميرا الهاتف، منها:
1- البرامج الضارة: عن طريق تحميل تطبيقات ضارة أو فتح روابط مشبوهة، قد يُصاب الجهاز ببرامج ضارة تمنح المخترق القدرة على التحكم في الكاميرا من بُعد.
2- التطبيقات غير الآمنة: بعض التطبيقات قد تطلب إذنًا للوصول إلى الكاميرا دون مبرر واضح. إذا كانت هذه التطبيقات غير موثوقة، يمكنها استخدام الكاميرا بشكل خفي.
3- التصيد الاحتيالي: عن طريق روابط احتيالية، يمكن للمخترق خداع المستخدم وتثبيت برمجيات ضارة عبر جهازه، مما يسمح بالوصول إلى الكاميرا.
4- الشبكات غير الآمنة: الاتصال بالشبكات اللاسلكية غير المحمية قد يجعل الجهاز عرضة للتجسس، إذ يمكن للمخترقين على الشبكة نفسها اختراق الكاميرا إذا لم يكن الجهاز محميًا بشكل كافٍ.
وتوجد بعض العلامات الشائعة التي يمكنك البحث عنها لمعرفة ما إذا كانت الكاميرا تتصرف بشكل غريب:
- تطبيقات الكاميرا الخارجية تفتح من تلقاء نفسها.
- وجود وسائط في معرض هاتفك لا تتذكر التقاطها.
- تعمل الكاميرا ببطء أو يتعطل التطبيق بشكل متكرر.
وفي هذه الحال، يجب قراءة مراجعات المستخدمين وأذونات التطبيق قبل تنزيل تطبيقات جديدة، إلى جانب مراجعة سياسة الخصوصية لكل تطبيق.
مراجعة أذونات الكاميرا
تسمح أذونات الكاميرا للتطبيقات بالوصول إلى كاميرا هاتفك أو تمنعها. وبشكل عام، يحتاج مالك الجهاز إلى منح الإذن للتطبيق من أجل استخدام الكاميرا إذا كان ذلك ضروريًا للوظيفة.
ويمكنك معرفة التطبيقات التي يمكنها الوصول إلى الكاميرا عبر أندرويد و"آي أو إس" (iOS) من خلال التحقق من إعدادات الخصوصية والأمان.
على سبيل المثال، قد يحتاج التطبيق إلى الوصول إلى الكاميرا لبث ألعاب الفيديو مباشرة، ومسح رموز الاستجابة السريعة، وتسجيل مقاطع الفيديو، وتمكين مؤتمرات الفيديو.
ولكن ربما لا تحتاج معظم التطبيقات إلى الوصول إلى الكاميرا.
وفي إعدادات الخصوصية، يجب أن تكون قادرًا على العثور على قائمة بكل تطبيق عبر هاتفك يمكنه الوصول إلى الكاميرا.
ويمكنك إلغاء الأذونات إذا وجدت تطبيقات غير شرعية ولا ترى سببًا لمشاركة الوصول إلى الكاميرا معها.
ويجب إلغاء تثبيت التطبيقات غير المألوفة وتلك التي لم تعد بحاجة إليها فورًا، وامنح الوصول إلى الكاميرا فقط إذا كان التطبيق يتطلب ذلك للعمل بشكل صحيح وكان جديرًا بالثقة.
مراقبة أداء مكالمات الفيديو
تُعد مكالمات الفيديو وسيلة مفيدة للدردشة مع شخص ما مع الاستمرار في رؤية وجهه، حتى عندما تكونان على بعد كيلومترات من بعضكما بعضا.
وتجعل العديد من الهواتف الذكية الحديثة هذه التجربة سلسة مع فيديو عالي الجودة، ومع ذلك، قد تتراجع جودة مكالمات الفيديو بسبب:
- اتصال سيئ بالشبكة اللاسلكية.
- انخفاض توفر البيانات.
- ضعف الاستقبال.
- خلل في الأجهزة.
وإذا كنت متأكدًا من عدم وجود أي من هذه الأسباب، فقد يكون الفيديو المنخفض الجودة أيضًا علامة على أن شخصًا ما يعترض المكالمة، وخاصةً إذا بدت المشكلات وكأنها تظهر دون سبب.
لذا، حاول الاتصال بشبكة لاسلكية آمنة لمعرفة ما إذا كان اتصالك مستقرًا. وجرب التحقق من البكسلات عن طريق تسجيل مقطع فيديو وتشغيله، وإذا لاحظت خللًا أو تشوهًا في الصورة، فقد يكون لديك برنامج تجسس عبر هاتفك.
تحديد الأصوات الغريبة في المكالمات
إذا صدرت أصوات غريبة من هاتفك، فقد تشارك دون علمك في مكالمة ثلاثية. ويمكن أن تشير هذه الأصوات إلى أن شخصًا ما يستمع إلى مكالمة الفيديو أو يسجلها.
ويبلغ بعض الأشخاص عن سماع صوت مصراع الكاميرا أو صوت نقر أو صدى. ويحدث هذا عندما يصل المتسلل إلى ميكروفون الهاتف.
وحاول اختبار ذلك عن طريق الاتصال بصديق واطلب منه التزام الصمت. إذا سمعت أصواتًا غريبة عندما لا يتحدث أي منكما وكأن شخصًا آخر يستمع، فتأكد من فحص هاتفك بحثًا عن برامج التجسس المخفية والبرامج الضارة الأخرى فورًا.
وإذا سمعت أصواتًا غريبة أثناء المكالمة، فافصل اتصال الشبكة اللاسلكية وأغلق جميع التطبيقات المفتوحة، وافحص هاتفك بحثًا عن البرامج الضارة للتأكد من أن هاتفك خالٍ منها.
راقب مؤشر ضوء الكاميرا
تأتي معظم الهواتف مع مؤشر "ليد" (LED) ينبه المستخدم عند استخدام الكاميرا. وقد يظل الضوء مضاءً بسبب خلل في البرامج الثابتة أو تطبيق نسيت إغلاقه.
كما قد يظل الضوء مضاءً حتى بعد الخروج من التطبيقات التي تستخدم الكاميرا، أو قد يضيء الضوء بشكل غير متوقع إذا كان شخص ما يراقبك من خلال كاميرا هاتفك.
وتعرض الإصدارات الحديثة من أندرويد و"آي أو إس" نقطة خضراء صغيرة في شريط الحالة عندما تكون الكاميرا قيد الاستخدام.
ويجب الانتباه لهذا الأمر والتحقق من كون الضوء الأخضر يظهر عندما يجب أن تكون الكاميرا غير نشطة.
ويُعد مؤشر الضوء من أكثر العلامات شيوعًا على تعرض هاتفك للاختراق، لذا افحص جهازك ببرنامج مكافحة الفيروسات، أو خذ الهاتف لتقييمه بواسطة متخصص.
وإذا كنت قلقًا بشأن استهداف شخص ما جهازك، فإن بإمكانك المساعدة في حماية خصوصيتك من خلال تغطية الكاميرا بملصق أو شريط أو غطاء كاميرا.
ابحث عن التطبيقات أو الصور الغريبة
إذا استخدم شخص ما كاميرا هاتفك للتجسس عليك، فيجب أن يكون محتوى الفيديو المحفوظ موجودًا في مكان ما. وقد تلاحظ تسجيلات غريبة أو صورًا أو لقطات شاشة أو ملفات أخرى غير مفسرة تظهر عبر جهازك.
وقد تختبئ البرامج الضارة في ملفات الصور والفيديو والصوت التي تلتقطها. ولن يلاحظ أصحاب الأجهزة الإضافات الجديدة غالبًا حتى يتلقوا تحذيرا بشأن انخفاض مساحة التخزين المتاحة أو فحص ألبوم الكاميرا.
راقب تصرفات شاشة هاتفك
توجد عدة أسباب تجعل شاشة هاتفك الذكي تتصرف بشكل غريب، أحدها هو أن البرامج الضارة قد تؤثر في أداء هاتفك، مما يتسبب في تعطله، الأمر الذي يجعل الشاشة تتعطل أو لا تستجيب، في حين أن السبب الآخر هو أن البرامج الضارة قد تعطل الشاشة لإخفاء أنشطتها.
وإذا أصبحت شاشة هاتفك سوداء بشكل عشوائي، أو توقفت عن تسجيل إدخال اللمس، أو كان نقل المحتوى يبدو متقطعًا، فأنت بحاجة إلى معرفة السبب.
وعلى الرغم من أن أعطال الأجهزة قد تسبب هذا النوع من السلوك، فإن تهديدات الأمن السيبراني غالبًا ما تكون مسؤولة.
قد تساعد عمليات الفحص للكشف عن برامج التجسس في الحفاظ على هاتفك خاليًا من البرامج الضارة من خلال تحديد الملفات والروابط ومواقع الويب الضارة في الوقت الفعلي.
وكل ما عليك فعله هو تنزيل تطبيق عبر هاتفك ينبهك عندما يكتشف خطرًا. وفي حال وجود تطبيق ضار بهاتفك، فإنه يجب استخدام أداة إزالة برامج التجسس للمساعدة في التخلص منه.
واختر برنامج أمان حسن السمعة للمساعدة في الدفاع عن هاتفك تجاه البرامج الضارة، مثل برامج التجسس والفيروسات.
تحقق من ارتفاع درجة حرارة هاتفك
قبل أن تنسب ارتفاع درجة حرارة هاتفك إلى تهديد للأمن السيبراني، تحقق لمعرفة ما إذا كان أي من هذه الأسباب الشائعة قد يكون هو السبب في ارتفاع درجة حرارة هاتفك:
- التعرض لأشعة الشمس أو الحرارة.
- عمل العديد من التطبيقات المفتوحة في وقت واحد.
- شاحن غير متوافق.
- سطوع شاشة مرتفع.
وإذا لم يكن أي من هذه الأسباب هو السبب، فقد يكون السبب مرتبطًا ببرنامج التجسس الذي يعمل في الخلفية، مما يؤدي إلى إرهاق هاتفك وتسبب ارتفاع درجة حرارته.
ويزداد احتمال حدوث ذلك إذا تباطأ جهازك إلى حد كبير أو إذا كان هاتفك ساخنًا حتى عندما لا تستخدمه.
وإذا كان هاتفك يسخن بشكل زائد، فيجب التأكد من تثبيت جميع تحديثات البرامج، وإجراء فحص للكشف عن برامج التجسس.