عقود بالملايين لتحسين صورة إسرائيل في أميركا..

عقود بالملايين لتحسين صورة إسرائيل في أميركا..

2h

بعدما أظهرت استطلاعات للرأي تراجع التأييد لإسرائيل بين الأميركيين، لاسيما الشباب، جراء الحرب في قطاع غزة، كشفت مصادر إسرائيلية أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقَّعت عقود دعاية لتحسين صورة إسرائيل لدى الرأي العام الأميركي عبر وسائل بينها روبوتات الدردشة، وفق ما نقلت صحيفة "هآرتس" الخميس.

وأوضحت المصادر أن الحكومة الإسرائيلية وقعت خلال الأشهر الأخيرة عقوداً بملايين الدولارات لتحسين صورة إسرائيل بين الأميركيين، سواء على الإنترنت أو خارجه. وأضافت أن إسرائيل وظّفت شركات ليس فقط لتنفيذ حملات دعاية، بل أيضاً حملات تستهدف ملايين رواد الكنائس المسيحيين. 

كما استهدفت شبكات روبوتات لتضخيم الرسائل المؤيدة لإسرائيل على الإنترنت، وجهوداً للتأثير على نتائج البحث وخدمات الذكاء الاصطناعي الشائعة مثل ChatGPT، وفقاً للصحيفة.

مدير سابق لحملة ترامب

إلى ذلك، أفادت المصادر بأنه من بين الخبراء الذين تم توظيفهم مدير سابق لحملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانتخابية، وشركات أخرى مرتبطة بالحزب الجمهوري والمجتمعات الإنجيلية.

ورأت أن هذا الوضع يشير إلى أن إسرائيل تركز جهوداً ضخمة على المجتمعات التي كانت تُعتبر في السابق مؤيدة لتل أبيب تلقائياً.

كما اعتبرت أن هذه الحملات تشير إلى مرحلة جديدة في استراتيجية الدبلوماسية العامة الإسرائيلية لما بعد الحرب، وتشير أيضاً إلى تحول في طريقة استخدام إسرائيل للوكلاء، سواء كانوا من الذكاء الاصطناعي أو المؤثرين البشريين، في الدعاية الخارجية.

إلى ذلك، أوضحت المصادر أنه تم توقيع أكبر عقود الدعاية الجديدة في أغسطس الماضي مع شركة كلوك تاور إكس، وهي مملوكة لبراد بارسكال، الذي لعب دوراً رئيساً في حملات ترامب الرقمية عامي 2016 و2020. وأضافت أن قيمة العقد تبلغ 6 ملايين دولار، ومدته أربعة أشهر، ومُوقّع بين كلوك تاور إكس وشركة هافاس ميديا نيابة عن الحكومة الإسرائيلية.

100 محتوى شهرياً

ونص العقد على تقديم خدمات استشارات استراتيجية وتخطيط واتصالات لتطوير وتنفيذ حملة أميركية واسعة النطاق لمكافحة معاداة السامية، بحسب الصحيفة. وأفادت بأن شركة بارسكال ستنتج ما لا يقل عن 100 محتوى أساسي شهرياً، بينها مقاطع فيديو وصوت وبودكاست ورسومات ونصوص، إضافة إلى 5 آلاف مادة مشتقة في الشهر، لتحقيق 50 مليون مشاهدة شهرياً.

روبوتات الدردشة

إلى ذلك، كشفت المصادر أن حملة إسرائيلية أخرى انطلقت، بتكليف من وزارة الخارجية، اقترحتها شركة شو فيث باي ووركس، المملوكة للمستشار الجمهوري تشاد شنيتغر، وهو ناشط إنجيلي مرتبط باليمين المسيحي. وأوضحت أن ميزانية الحملة تتجاوز 3 ملايين دولار، سُدد عُشرها بالفعل، رغم أن العقد النهائي لم يُوقّع بعد.

وأفادت بأن نصف الملفات الدعائية المقدمة في سبتمبر الماضي تركز على الكنائس والمنظمات المسيحية في غرب الولايات المتحدة، لمواجهة تراجع الدعم لإسرائيل بين المسيحيين الإنجيليين.

كما أشارت إلى أن من العناصر الأساسية في حملة إسرائيل محاولتها التأثير على روبوتات الدردشة الذكية الشائعة التي انتشرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وبيَّنت أن أحد بنود عقد شركة كلوك تاور إكس يكشف عن عملية بحث لغوية. وأضافت أن هذه العملية مصممة ليس فقط للترويج للحملة على غوغل ومحركات بحث أخرى، بل أيضا لتوليد نتائج تأطيرية في محادثات "تشات جي بي تي  وأنظمة الحوار القائمة على الذكاء الاصطناعي.

وقد تكون هذه أول حالة موثقة علنا لمحاولة دولة تشكيل الخطاب من خلال أنظمة ذكاء اصطناعي توليدية مثل  تشات جي بي تي  و كلاود ، مما يؤثر على كيفية تأطيرها للقضايا المتعلقة بإسرائيل، بحسب الصحيفة. ورأت أن هذا يمثل تحولاً من تحسين محركات البحث للترويج للمواقع الإلكترونية المؤيدة لإسرائيل في نتائج البحث، إلى جهود تركز على روبوتات الدردشة لتأطير الإجابات المتعلقة بإسرائيل وفلسطين.

الجمهور المستهدف

كما أكدت المصادر أن 80 بالمئة من المحتوى سيستهدف الشباب الأميركيين على منصات تيك توك وإنستغرام ويوتيوب.

إلى ذلك، أوضحت "هآرتس" أن التركيز انصب على الجماهير المسيحية، خاصة الإنجيليين الذين كانوا يعتبرون تاريخياً أكثر الجماعات تأييداً لإسرائيل في الولايات المتحدة.

أتى ذلك، بعدما أظهرت استطلاعات مركز بيو (أشهر مراكز الاستطلاع الأميركية) بين 2022 و2025 انخفاضاً سريعاً في دعم إسرائيل حتى بين المحافظين، في خضم حرب غزة.

كما بينت أنه كان لدى حوالي 42 بالمئة من الأميركيين نظرة سلبية تجاه إسرائيل في 2022، فيما قفزت النسبة إلى 53 بالمئة بعد ثلاث سنوات.

كذلك أشار تقرير صادر عن مركز دراسات الولايات المتحدة بجامعة تل أبيب عام 2024 إلى اتجاه مماثل بين الإنجيليين الشباب الذين أصبحوا أكثر انتقاداً لإسرائيل، بحسب الصحيفة.