شهدت سماء العاصمة الروسية موسكو، في الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين، ظاهرة غامضة أثارت موجة من الجدل والدهشة، بعد أن رصد سكان المدينة ضوءاً أخضر لامعاً شق السماء قبل أن يختفي فجأة، في مشهد التُقط بعدسات الهواتف وكاميرات السيارات المنتشرة في المدينة.
مقاطع مصوّرة تثير التساؤلات
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع تُظهر جسماً مضيئاً يتوهّج بلون زمردي قوي، قبل أن يترك خلفه ذيلاً من الضوء ثم يتفكك في الغلاف الجوي. ونقلت وسائل إعلام محلية أن الضوء شوهد أيضاً في مناطق محيطة بالعاصمة، فيما تنوّعت التكهنات بين نيزك محترق وبقايا قمر صناعي سقط في الغلاف الجوي.
وقال حساب "ويثير مونيتور : المتخصّص في الرصد الجوي عبر منصة "إكس": شوهد نيزك ساطع يتحرك ببطء فوق موسكو، مضيئاً السماء ليلاً".
فيما علّق حساب " اوبن سورس انتل ": "ضوء أخضر لامع عبر سماء موسكو فجر يوم الاثنين وأذهل السكان.. يُرجّح أنه نيزك".
العلماء يلتزمون الصمت.. والتحقيق جارٍ
وحتى لحظة نشر الخبر، لم تصدر أي جهة روسية رسمية – سواء وكالة الفضاء أو معاهد الأبحاث الفلكية– توضيحاً رسمياً بشأن طبيعة الجسم أو مصدره. وقالت مجلة نيوزويك الأميركية إنها تواصلت مع معهد أبحاث الفضاء التابع لأكاديمية العلوم الروسية للحصول على تعليق، دون رد حتى الآن.
ليس الحادث الأول
في حين أعادت الظاهرة إلى الأذهان مشاهد مشابهة شهدتها مناطق جنوب روسيا العام الماضي، عندما شوهدت كرة نارية ضخمة فوق مقاطعات ستافروبول وكراسنودار وكالميكيا. حينها، تباينت التفسيرات بين نيزك، ومخلفات قمر صناعي، وحتى "جسم فضائي غامض".
ورغم أن الحادث الجديد لم يتسبب بأي أضرار أو إصابات، إلا أنه أثار مجدداً تساؤلات حول مراقبة الأجسام الفضائية واحتمال سقوطها فوق مناطق مأهولة.
فيما رأى خبراء أن مثل هذه الظواهر تسلط الضوء على أهمية أنظمة الإنذار المبكر والدفاع الكوكبي، خاصة في ظل تزايد المخلفات الفضائية والرحلات التجارية إلى الفضاء.
بين الخيال والعلم
وبينما اعتبر البعض المشهد مجرد ظاهرة فلكية عابرة، ربطه آخرون بتكاثر الحطام الفضائي الناتج عن الأقمار الصناعية القديمة ومراحل الصواريخ، وهو ما يشكّل تحدياً متنامياً لوكالات الفضاء حول العالم.
لكن إلى أن يصدر التفسير الرسمي، يبقى الضوء الأخضر فوق موسكو لغزاً جميلاً في سماء الخريف الروسي.