
حاخامات الحريديم يهددون بإسقاط الحكومة الإسرائيلية
في مشهد سياسي غير مسبوق داخل الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى القدس، حيث يُتوقع أن تشهد ساحة "جسر الحبال" مظاهرة حاشدة يُطلق عليها منظّموها "مليونية الحريديم "، قد تشكّل نقطة تحوّل حاسمة في مصير الحكومة الحالية.
وبحسب تقديرات سياسية متزايدة، قد يعلن الحاخامات المتشددون خلال المظاهرة عن نهاية دعمهم للائتلاف الحاكم، مما يعني عمليا الدفع نحو حل الكنيست والذهاب إلى انتخابات مبكرة.

احنا الاسرع ooredoo
برعاية
يأتي هذا التطور الدراماتيكي في لحظة حرجة وقبل عام واحد فقط من الموعد القانوني للانتخابات المقبلة، (هذا إذا استمرت الحكومة حتى ذلك الحين). لكن كل يوم يمر، كما يلاحظ تقرير صحيفة معاريف، يُبعد أكثر فأكثر احتمال بقاء الائتلاف متماسكا حتى نهاية ولايته.
بيد الحاخامات لا السياسيين
رغم انشغال الكنيست بمشاريع قوانين متعددة، من "قانون سداد الديون" الذي طرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت، إلى مقترح عقوبة الإعدام للفلسطينيين المدانين بقتل إسرائيليين في عمليات المقاومة، فإن الحدث السياسي الأهم هذا الأسبوع لن يُحسم تحت قبة البرلمان، بل في الشارع الديني بالقدس. فالمظاهرة المرتقبة، التي تُنظّمها القيادات الروحية للحريديم، قد تتحوّل إلى منصة لإعلان فك الارتباط الكامل مع حكومة نتنياهو، بعد أن فشل الائتلاف في تمرير قانون تجنيد إجباري يرضي المرجعيات الحاخامية.
وحسب التقرير، فإن ما يثير قلق نتنياهو وشركائه هو أن زمام المبادرة لم يعد في أيدي قيادات حزبي الحريديم الممثليْن في الكنيست والمتحالفة مع حزب الليكود الحاكم، بل انتقل إلى المرجعيات الدينية العليا للحزبين. فـ"مجلس حكماء التوراة" في حزب شاس (اليهود السافرديم الشرقيين)، ونظيره في "أغودات إسرائيل" (أحد فرعي التحالف الذي يمثل الأشكيناز الغربيين المسمى يهودت هتوراه)، هما الآن صاحبا القرار النهائي بشأن مستقبل الحكومة".
ويضيف التقرير أنه "حتى كبار السياسيين المتشددين مثل زعيم حزب شاس أرييه درعي وممثلي "يهدوت هتوراه" موشيه غافني ويِتسحاق غولدكنوبف، يعترفون صراحة بأنهم فقدوا السيطرة على القاعدة الدينية، وأن أي محاولة لإقناع الحاخامات بأن إسقاط الحكومة سيضر بمخصصات التعليم والسكن الداخلي لن تنجح ببساطة".
فمن منظور الحاخامات، كما تنقل "معاريف"، لا يمكن لحكومة "تعجز عن حماية عالم التوراة" أن تستمر، لأن الحاخامات ليس لديهم اعتبارات واقعية سياسية. لذلك، من دون تغيير جذري في الوضع، من المحتمل أن يعلنوا يوم الخميس المقبل عن حل الحكومة.
كما أن أعضاء الكنيست المتشددون لديهم حسابات سياسية، ولكنهم ليسوا هم الذين يديرون الأمور، وهذا المنطق العقائدي لا يترك لنتنياهو وحلفائه مساحة كبيرة للمناورة.
الحاخامات نفد صبرهم
يحاول رئيس الوزراء نتنياهو ، ومعه رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست يوآف بسموت، احتواء الأزمة عبر تقديم "ورقة تفاهم" جديدة إلى القيادات الحريدية لتأجيل القرار الحاسم.
لكن المؤشرات لا تبعث على التفاؤل، وفقا لمعاريف، فحتى الآن، لم يُقدَّم أي نصّ نهائي لقانون التجنيد، ولا يعرف النواب المتشددون أنفسهم ما إذا كانت الوثيقة التي يعدّها بسموت مشروعا قانونيا متكاملا أم مجرد "مبادئ عامة" بلا مضمون فعلي.
