ترامب يفاخر بإطفاء 6 حروب لـ "دخول الجنة".. من إيران لإثيوبيا

ترامب يفاخر بإطفاء 6 حروب لـ "دخول الجنة".. من إيران لإثيوبيا

11h

في تصريحات أثارت جدلاً إعلامياً في الولايات المتحدة، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الراغب بنيل جائزة نوبل للسلام، أمس الثلاثاء أنه يسعى إلى اطفاء الحروب ونشر السلام سعياً لأن يكون انساناً صالحا ولـ "دخول الجنة".

فخلال محادثاته مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بهدف التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا، أشار ترامب إلى "حسمه 6 حروب"، لكنه رفعها لاحقا إلى 7. إذ قال في مقابلة أمس مع شبكة فوكس نيوز، إنه "أخمد سبع حروب"، دون أن يُحدّد أيّ حرب أضافها.

كما أضاف أنه "يريد حقًا أن يدخل الجنة"، موضحًا دوافعه للعب دور صانع السلام.

فما هي تلك الحروب الـ6؟

بداية لا بد من الحديث عن أرمينيا وأذربيجيان، إذ دعا ترامب زعيمي البلدين إلى البيت الأبيض هذا الشهر لتوقيع إعلان مشترك يهدف إلى إنهاء صراعهما الطويل الأمد.

لكن الإعلان لم يكن اتفاق سلامن إنما أول التزام نحو واشنطن منذ اندلاع القتال في أواخر الثمانينيات عندما أشعل ضعف الاتحاد السوفيتي صراعًا عرقيًا في القوقاز، بالسعي لانهاء الصراع، وفق ما نقلت صحسفة "نيويورك تايمز"

وفي إطار الاتفاق، أعلنت أرمينيا أنها ستمنح الولايات المتحدة حقوق تطوير ممر عبور رئيسي عبر أراضيها، وهو "طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين". ووُصف المشروع بأنه نقطة تحول اقتصادية في المنطقة، إذ من شأنه أن يربط أوروبا بأذربيجان وآسيا الوسطى بشكل أفضل.

رغم أنه ليس من الواضح متى سيُفتح هذا الممر وبأي شروط.

كما أن العديد من العقبات الرئيسية لا تزال جاثمة أمام السلام النهائي والثابت بين البلدين. إذ لا تزال أذربيجان تطالب أرمينيا بتغيير دستورها لإزالة أي إشارة إلى منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها، والتي سيطرت عليها أذربيجان بالكامل عام ٢٠٢٣. كما تحتل أذربيجان مناطق صغيرة من أرمينيا، متذرعةً بمخاوف أمنية، ولم يتفق البلدان على حدود مشتركة.

ولا تزال الحدود بين البلدين مغلقة والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة

كونغو ورواندا

أما بالنسبة لجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، ففي يونيو الماضي، زار كبار الدبلوماسيين من البلدين المكتب البيضاوي لتوقيع اتفاقية سلام تهدف إلى إنهاء حربٍ استمرت لأكثر من ثلاثة عقود. كما لعبت قطر دورًا رئيسيًا في هذه الاتفاقية، التي كانت تهدف إلى تمهيد الطريق لاتفاقية سلام شاملة.

ووصف ترامب الاتفاقية بأنها "انتصارٌ مجيد".

لكن المحادثات بشأن اتفاقية شاملة تعثرت منذ ذلك الحين، واستمر القتال الدامي. فيوم الاثنين، هددت الجماعة المتمردة الرئيسية في شرق الكونغو، المعروفة باسم حركة 23 مارس (إم 23) والمدعومة من رواندا، بالتراجع عن الاتفاقية المدعومة من الولايات المتحدة، مدعيةً أن عدوها الرئيسي، الجيش الكونغولي، خالف شروطها.

الهند وباكستان

وفي ما يتعلق بالهند وباكستان، فقد نسب ترامب إلى نفسه الفضل في التوسط لإنهاء التصعيد العسكري بين القوتين النوويتين، الذي اندلع بعد هجوم إرهابي في كشمير ربيع هذا العام، وأسفر عن مقتل 26 مدنياً.

وقد أقرت الهند فعلاً بالدور الأميركي في الوساطة.

كما شكرت باكستان ترامب على مساعدته في إنهاء الأعمال العدائية، بل رشحته لجائزة نوبل للسلام تقديراً لوساطته.

إيران وإسرائيل

إلى ذلك، أطفأ ترامب حربا مدمرة كان يمكن أن تتوسع وتمتد بين إسرائيل وإيران. فبعد ١٢ يومًا من الضربات المتبادلة بين البلدين في يونيو الماضي، والتي شملت هجمات أميركية على مواقع نووية إيرانية، أعلن الرئيس الأميركي فجأةً عن

اتفاق لوقف إطلاق نار. وأوضح أن بلاده توسطت فيه، قائلاً حينها بمنشور على حسابه في منصة تروث سوشيال "كان شرفًا عظيمًا لي أن أدمر جميع المنشآت والقدرات النووية، ثم أوقف الحرب!"

في حين لم يجادل أي من الطرفين في الدور الأميركي بارساء الهدنة.

إلا أن التوترات لا تزال قائمة بين طهران وتل أبيب بطبيعة الحال.

كامبوديا وتايلاند

إلى ذلك، نجح ترامب في اطفاء المواجهات بين تايلاند وكمبوديا،

فبعد قتال استمر لأيام الجارتين الواقعتين في جنوب شرق آسيا هذا الصيف، أسفر عن مقتل 42 شخصًا على الأقل ونزوح أكثر من 300 ألف شخص، في واحدة من أكثر الصراعات دموية بينهما منذ عقود، دعت إدارة ترامب غلأى التهدئة.

كما لوح الرئيس الأميركي بوقف محادثات تجارية كان يجريها مع البلدين وحلفائهما إذا لم يتوقف الصراع.

بعدها التقى مسؤولون في ماليزيا لإجراء محادثات نظمها مسؤولون ماليزيون وأميريكيون، وتوصلوا إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية.

مصر وإثيوبيا

أما بالنسبة لمصر إثيوبا فلا يواجه البلدان حرباً عسكرية إنما دبلوماسية حول أكبر سد كهرومائي في أفريقيا، "سد النهضة".

لكن دبلوماسية ترامب لم تنجح حتى الآن في إيجاد حل للنزاع، لاسيما بعدما أعلنت إثيوبيا مؤخرًا اكتمال بناء السد، الذي من المقرر افتتاحه رسميًا الشهر المقبل(سبتمبر 2025)

بينما لا تزال مصر والسودان، تعارضان المشروع خوفًا من أن يحد من تدفق مياه نهر النيل إلى بلديهما.

في حين لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية مشتعلة، فضلا عن الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، رغم المساعي الأميركية الحثيثة.