
بكين رفضت الاتصال مباشرة بترامب
صعدت إدارة ترامب من حدة لهجتها، إذ أكدت أمس أنها ستفرض رسوما جمركية بنسبة ١٢٥٪ على جميع السلع الصينية التي تدخل الولايات المتحدة، ما رفع من منسوب التوتر بين البلدين.
إذ بادرت بكين سريعا إلى الرد عبر الحد من الأفلام الأميركية، بعد أن رفعت بالفعل رسومها الجمركية على السلع الأميركية إلى 84%.
وعلى وقع تلك الحرب التجارية المستعرة، كشف مسؤولان أميركيا كبيران في البيت الأبيض أن إدارة ترامب لن تبادر إلى التواصل مع الصين.
كما أوضحا أن الرئيس الأميركي ترامب قال لفريقه إن على بكين أن تبادر أولاً، لأنها هي من اختار تصعيد الحرب التجارية بشكل أكبر، وفق ما نقلت شبكة "سي أن أن".
بل إن هذا الموقف نقل صراحة إلى بكين منذ شهرين تقريبًا، حيث أبلغ فريق ترامب المسؤولين الصينيين بضرورة طلب الرئيس شي جين بينغ إجراء مكالمة هاتفية مع ترامب.
لكن الصين رفضت مرارًا ترتيب مكالمة هاتفية على مستوى القادة، وفق ما أكد لثلاثة مصادر مطلعة على الاتصالات الرسمية.
فيما أشار المسؤولان إلى أن فريق ترامب اعتقد أن إحدى العقبات تكمن في رغبة الرئيس الصيني شي جين بينغ ألا يظهر إليه ضعيفا من خلال اتخاذ الخطوة الأولى في التواصل مع الولايات المتحدة.
علما أن الرئيس الأميركي كان ألمح سابقا إلى أن السلطات الصينية ستوافق على صفقة مع بلاده تزيد الصادرات الأميركية، وتفرض قيودًا على تصدير الفنتانيل، وتحل قضية تيك توك. إذ قال خلال فعالية يوم الأربعاء الماضي في البيت الأبيض: "الصين تريد إبرام صفقة.. لكنها ببساطة لا تعرف كيف تفعل ذلك... فكما تعلمون إنهم أناس فخورون بأنفسهم جدا".
وكان المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت، أوضح أمس أن المباحثات مع الصين لم تبدأ بعد، بينما عشرات الدول أبدت استعدادها للتفاوض حول الرسوم الجمركية.
فيما أكدت الخارجية الصينية أمس أن الحرب التجارية لن تفيد أحدا، مبدية استعدادها للحوار. إلا أنها شددت في الوقت عينه على أنها لن تخضع للتهديد أو لما وصفته بـ "التنمر التجاري الأحادي الجانب".
يشار إلى أن ترامب كان علق الأربعاء الماضي في خطوة مفاجئة، وبعد أيام من حرب تجارية عالمية هزّت الأسواق، الرسوم الجمركية المفروضة على عشرات الدول والشركاء، من بينهم الاتحاد الأوروبي، لمدة 90 يوما بعد دخولها حيز التنفيذ، فيما اكتفى بالإبقاء على تعرفة الـ 10%.