
بعد السرقة "الصادمة".. ماذا سيفعل اللصوص بقطع اللوفر؟
بعد عملية السطو التي نفذها 4 لصوص، قاموا خلالها بسرقة حلي "لا تقدر بثمن"، من متحف اللوفر في باريس يوم الأحد، كثرت التساؤلات حول ما سيفعلونه بتلك القطع.
في هذا الإطار، أوضح خبير سابق في جرائم الفن بمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أن العصابة التي نفذت عملية سطو على متحف اللوفر وسرقت بعضاً من أشهر جواهر التاج الفرنسي قد ينتهي بها الأمر إلى صهر المسروقات.

احنا الاسرع ooredoo
برعاية
كما أشار الخبير تيم كاربنتر لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية، الأحد، إلى أن فريق اللصوص الذي يقف وراء هذه العملية "الصادمة" كان يركز على "الكنوز ذات القيمة الثقافية والتاريخية الهائلة".
وقال: "كانوا يعرفون تماماً ما يريدون، وأدركوا قيمة هذه القطع وأهميتها الثقافية. كما أدركوا أن هذا الأمر بالغ الأهمية للشعب الفرنسي"، لافتاً إلى أن "الأمر المروع أيضاً هو أن السرقة وقعت نهاراً بينما كان المتحف مفتوحاً".
كذلك بيّن كاربنتر أنه يمكن صهر أو تفكيك القطع المسروقة، مضيفاً أن اللصوص "سيستخرجون أحجاراً من التيجان، ويقطعون الأحجار، ثم يسوّقونها كل على حدة".
فيما عبر عن أمله في استعادة هذه القطع "قبل أن نفقدها للأبد".
8 حلي "لا تقدر بثمن"
يشار إلى أن متحف اللوفر أبقى أبوابه مقفلة أمام الزوار، الاثنين، بعدما أُغلِق، الأحد، عقب عملية السرقة، فيما تواصل الشرطة الفرنسية البحث عن اللصوص.
ووقعت السرقة بين الساعة 9.30 و9.40 صباحاً (7.30 و7.40 بتوقيت غرينتش)، بواسطة شاحنة مجهزة برافعة ركنت لجهة رصيف نهر السين، إذ صعد اللصوص بواسطة الرافعة إلى مستوى نافذة الطابق الأول وقاموا بتحطيمها بواسطة جهاز قص محمول. كما دخل اثنان منهم إلى قاعة أبولون التي تضم مجوهرات التاج الفرنسي وهشموا واجهتين تحظيان بحماية عالية كانت الحلي فيهما.
من جهتها، أوضحت وزارة الثقافة الفرنسية أن اللصوص سرقوا 8 حلي "لا تقدر بثمن على الصعيد التراثي"، مشيرة إلى أن قطعة تاسعة هي تاج الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث (الذي كان إمبراطوراً بين العامين 1852 و1870) أسقطها اللصوص خلال فرارهم.
بدورها، قالت المدعية العامة للجمهورية الفرنسية في باريس لور بيكو، إن الرجال الأربعة كانوا "ملثمين" وفروا على دراجات نارية، والبحث جارٍ عنهم.
من جانبه، كشف وزير الداخلية لوران نونيز أن عملية السرقة استمرت "7 دقائق"، وأن منفذيها لصوص "متمرّسون" قد يكونون "أجانب" و"ربما" عرف عنهم ارتكابهم وقائع مشابهة.
في حين لقيت هذه العملية التي وقعت في وضح النهار بأكبر متحف في العالم اهتماماً عالمياً واسعاً، وأثارت جدلاً سياسياً في فرنسا، وأعادت فتح النقاش حول أمن المتاحف التي تعاني "ضعفاً كبيراً"، وفق نونيز.
الأكثر استقطاباً للزوار
ومن بين الحلي الثماني المسروقة والعائدة كلها إلى القرن التاسع عشر، عقد من الياقوت عائد للملكة ماري-إميلي زوجة الملك لوي-فيليب الأول المؤلف من 8 أحجار ياقوت و631 ماسة، بحسب موقع اللوفر الإلكتروني.
كما سرق اللصوص عقداً من الزمرد من طقم عائد للزوجة الثالثة لنابوليون الأول، ماري لويز المؤلف من 32 حجر زمرد و1138 ماسة. أما تاج الإمبراطورة أوجيني فيحمل حوالي ألفي ماسة.
يذكر أن اللوفر هو المتحف الأكثر استقطاباً للزوار في العالم مع استقباله ما يقرب من 9 ملايين زائر عام 2024، نحو 80% منهم أجانب.
وفي الآونة الأخيرة، تعرضت عدة متاحف فرنسية لعمليات سرقة وسطو، ما يسلط الضوء على عيوب محتملة في أنظمة الحماية والمراقبة.