
انطلاق قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ وأميركا أبرز الغائبين
انطلقت، اليوم السبت، في مدينة جوهانسبورغ في جنوب افريقيا أعمال قمة زعماء مجموعة ال٢٠ في حدث تاريخي يُعقد لأول مرة على أرض أفريقية، بمشاركة ممثلين عن 42 دولة ومؤسسة، وسط إجراءات أمنية مشددة واهتمام إعلامي واسع، في ظل تحديات اقتصادية عالمية غير مسبوقة.
وأكد رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في الجلسة الافتتاحية، أن القمة تمثل فرصة لتعزيز الشراكة والتعاون بين الدول للتوصل إلى حلول مشتركة للأزمات والمشكلات العالمية، وشدد على أن التفاهم والتعاون الدولي شرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة.

احنا الاسرع ooredoo
برعاية
ودعا رامافوزا إلى العمل المشترك لتعزيز التنمية الاقتصادية والحد من مخاطر التغير المناخي، مشيرا إلى ضرورة إطلاق الاستثمارات في البلدان النامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
كما طالب رئيس جنوب أفريقيا مؤسسات التنمية الدولية بزيادة الموارد لإغاثة المناطق المنكوبة، والعمل على إنهاء النزاعات المسلحة حول العالم.
وأضاف أنه من الضروري وضع حد للفقر والبطالة، خاصة في دول الجنوب، مؤكدا أن القمة تحمل آمال القارة الأفريقية في تحقيق مستقبل أفضل.
مقعد أميركي فارغ
ويعد غياب ترامب عن حضور القمة الحدث الأبرز الذي سبق انعقادها، إذ أعلن مقاطعة بلاده القمة متهما الدولة المضيفة -التي كانت تحت حكم الأقلية البيضاء بنظام الفصل العنصري حتى عام 1994- بأنها تمارس التمييز ضد البيض.
وكتب ترامب على منصته تروث سوشيال "إنه لأمر مخز تماما أن تعقد قمة مجموعة الـ20 في جنوب أفريقيا". وأضاف "لن يحضر أي مسؤول حكومي أميركي ما دامت هذه الانتهاكات لحقوق الانسان مستمرة".
وأمس الجمعة، قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا خلال مؤتمر صحفي مع قادة الاتحاد الأوروبي، إن الولايات المتحدة طلبت في اللحظات الأخيرة صيغة خاصة للمشاركة في القمة، رغم إعلان الرئيس الأميركي مقاطعتها.
وأكد رامافوزا أنه لا يرغب في "تسليم الرئاسة الدورية إلى مقعد فارغ"، في إشارة رمزية تعكس تعقيدات العلاقة بين بريتوريا وواشنطن في ظل انتقادات ترامب.
ورغم المقاطعة، فإن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أشارت إلى أن واشنطن سترسل مسؤولا لحضور مراسم تسليم رئاسة المجموعة، يُرجّح أن يكون القائم بالأعمال الأميركي في جوهانسبرغ مارك دي ديلارد، وذلك من دون مشاركة رسمية في أعمال القمة نفسها.
وأكد رامافوزا أن التصريحات الأميركية "لم تلق ترحيبا"، لكنه شدد على أن بلاده ستواصل العمل على تحسين العلاقات مع واشنطن، معتبرا أن المقاطعة "خسارة لهم".
غيابات بارزة وتمثيل واسع
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية في جنوب أفريقيا أن 6 رؤساء دول لن يحضروا القمة، باستثناء الولايات المتحدة، لكنهم سيرسلون ممثلين رفيعي المستوى، واصفة نسبة الحضور بأنها "نجاح كبير".
أبرز الغائبين
ومن أبرز الغائبين عن اجتماع قمة الـ20:
- الرئيس الصيني شي جينغ بينغ ، وسيمثله رئيس الوزراء لي تشيانغ.
- الرئيس الروسي فلاديمير بتين ، في ظل مذكرة توقيف دولية بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، مما يلزم جنوب أفريقيا قانونيا باعتقاله في حال حضوره، وسيمثله ماكسيم أورشكين.
- الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، الحليف المقرب لترامب، سيمثله وزير الخارجية بابلو كويرينو.
- الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو ألغى رحلته بعد اختطاف 25 فتاة من مدرستهن وسط أزمة أمنية.
- رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم لن تحضر بسبب ارتباطات داخلية، وسيمثلها وزير الخارجية خوان رامون دي لا فوينتي.
أبرز الحاضرين
أما أبرز الحاضرين، فهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايشي، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز.
كما يحضر القمة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى جانب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
أجندة القمة
تسعى جنوب أفريقيا لاستغلال القمة لتسليط الضوء على قضايا تمس دول الجنوب العالمي، أبرزها:
- معالجة التفاوتات الاقتصادية وتحسين تمويل التنمية للدول الهشة.
- زيادة الإنفاق على تعزيز القدرة على مواجهة الكوارث المناخية.
- رفع حجم التمويل المناخي من الدول الغنية إلى الفقيرة.
- تحسين إعادة هيكلة الديون وتخفيفها للدول الفقيرة.
- حماية المجتمعات المحلية والدول المصدرة للمعادن الحيوية وسط تنافس القوى الكبرى على الموارد الأفريقية.
ويرى خبراء أن القمة، رغم المقاطعات، تمثل لحظة مهمة لأفريقيا والدول النامية.
استعدادات واسعة
وتشهد جوهانسبرغ حركة غير مسبوقة استعدادا للاجتماع، حيث انتشر أكثر من 3500 عنصر شرطة، ووُضعت وحدات الجيش في حالة تأهب.
وتزينت الطرق المؤدية من مطار أور تامبو الدولي إلى وسط المدينة بلافتات القمة وزهور ملونة، في حين ظهر الرئيس رامافوزا بنفسه في الشوارع للمساعدة في أعمال التنظيف، في خطوة رمزية لافتة.
ورغم هذه التحضيرات، فإن بعض المواطنين انتقدوا تكلفة الحدث، في ظل الضغوط الاقتصادية التي تمر بها البلاد، خاصة مع ارتفاع البطالة إلى نحو 31%.
