لماذا طلب الفنان لطفي لبيب "حذف" اسمه من إشارة مسلسل زافت الهجان

رحل الفنان المصري القدير لطفي لبيب، أمس الأربعاء، بعد صراع امتد لسنوات مع المرض، عن عمر ناهز 77 عامًا، مخلفًا وراءه إرثًا فنيًا غنيًا تجاوز 400 عمل في السينما والمسرح والتلفزيون.

ومن المقرر أن يُشيّع جثمان الراحل ظهر اليوم الخميس من كنيسة مار مرقس بحي مصر الجديدة في العاصمة القاهرة، وسط حضور مرتقب من نجوم الفن ومحبيه، الذين لطالما اعتبروه أحد أعمدة الأداء التمثيلي في مصر والعالم العربي.

ورغم أن انطلاقته في عالم الفن جاءت متأخرة نسبيًا، بسبب التحاقه بالجيش المصري لمدة 6 سنوات ثم سفره خارج البلاد لأربعة أعوام، إلا أن لطفي لبيب تمكن منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي من فرض اسمه كأحد أبرز الفنانين في الأدوار المساندة، بفضل حضوره الطاغي وتنوع الشخصيات التي أداها.

ومن أبرز محطاته الفنية مشاركته في المسلسل الشهير رأفت الهجان، حيث أدى دور إحدى الشخصيات اليهودية التي عاشت في مصر، إلا أنه طلب من المخرج الراحل يحيى العلمي حذف اسمه من شارة العمل لشعوره بعدم الارتياح تجاه الشخصية، وهو ما استجاب له المخرج تقديرًا له.

كما يُعد دوره الشهير في فيلم السفارة في العمارة من العلامات البارزة في مسيرته، حيث قدّم شخصية السفير الإسرائيلي أمام الفنان عادل إمام. وقد كشف مخرج الفيلم عمرو عرفة أن ترشيح لطفي لبيب للدور جاء من عادل إمام شخصيًا، مضيفًا أنه فوجئ بقدرة الراحل على التقمص الجاد للدور رغم طابعه الكوميدي المعروف، مما دفعه إلى توسيع مساحة ظهوره في الفيلم.

على مدى أربعة عقود، أبدع لطفي لبيب في عشرات الأدوار التي جمعت بين الكوميديا والدراما، وكان يتمتع بقبول جماهيري واسع، حتى في أدواره الثانوية، ما جعله أحد أكثر الوجوه المحبوبة على الشاشة.

وقد أثار خبر وفاته موجة من الحزن بين جمهوره وزملائه في الوسط الفني، الذين نعوه بكلمات مؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيدين بأخلاقه العالية وموهبته الاستثنائية التي ستظل خالدة في ذاكرة الفن المصري والعربي.